المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَلَقَدۡ كَانُواْ عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَٰرَۚ وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسۡـُٔولٗا} (15)

ثم أخبر تعالى عنهم أنهم قد { كانوا عاهدوا } على أن لا يفروا وروي عن يزيد بن رومان أن هذه الإشارة إلى بني حارثة .

قال الفقيه الإمام القاضي : وهم مع بني سلمة كانتا الطائفتين اللتين همتا بالفشل يوم أحد ، ثم تابا وعاهدا على أن لا يقع منهم فرار فوقع يوم الخندق من بني حارثة هذا الاستئذان وفي قوله تعالى : { وكان عهد الله مسؤولاً } توعد ، والأقطار : النواحي ، أحدها قطر وقتر{[9473]} ، والضمير في { بها } يحتمل المدينة ويحتمل { الفتنة } .


[9473]:الأقطار: الجوانب، وواحدها: قطر، وهي الأقتار، وواحدها:قتر، قال الفرزدق: كم من غنى فتح الإله لهم به والخيل مقعية على الأقطار ويروى البيت: على الأقتار. ومعنى(مقعية على الأقطار): ساقطة على أجنابها تروم القيام كما تقعي الكلاب على أجنابها وأفخادها.