فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ كَانُواْ عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَٰرَۚ وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسۡـُٔولٗا} (15)

{ وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِن قَبْلُ } أي حلفوا من قبل غزوة الخندق ، ومن بعد بدر أن لا يولوا ظهورهم فرار من العدو ، بل يثبتوا على القتال حتى يموتوا شهداء ، وهم قوم لم يحضروا وقعة بدر . قال قتادة وذلك أنهم غابوا عن بدر ، ورأوا ما أعطى الله أهل بدر من الكرامة والنصر فقالوا : لئن أشهدنا الله قتالا لنقاتلن .

{ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ } أي لا ينهزمون وجاء على حكاية اللفظ فجاء بلفظ الغيبة ، ولو جاء على حكاية المعنى لقيل : لا نولي { وَكَانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُولا } عنه ومطلوبا صاحبه بالوفاء به ، ومجازى على ترك الوفاء به .