فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ كَانُواْ عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَٰرَۚ وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسۡـُٔولٗا} (15)

ثم حكى الله سبحانه عنهم ما قد كان وقع منهم من قبل ، من المعاهدة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالثبات في الحرب ، وعدم الفرار عنه فقال : { وَلَقَدْ كَانُواْ عاهدوا الله مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الأدبار } أي من قبل غزوة الخندق ومن بعد بدر ، قال قتادة : وذلك أنهم غابوا عن بدر ورأوا ما أعطى الله أهل بدر من الكرامة والنصر فقالوا : لئن أشهدنا الله قتالاً لنقاتلنّ ، وهم بنو حارثة وبنو سلمة { وَكَانَ عَهْدُ الله مَسْؤُولاً } أي مسؤولاً عنه ، ومطلوباً صاحبه بالوفاء به ، ومجازي على ترك الوفاء به .

/خ17