بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ كَانُواْ عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَٰرَۚ وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسۡـُٔولٗا} (15)

ثم قال عز وجل : { وَلَقَدْ كَانُواْ عاهدوا الله مِن قَبْلُ } يعني : من قبل قتال الخندق حين كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ، خرج سبعون رجلاً من المدينة إلى مكة . فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة إلى السبعين ، فبايعهم وبايعوه . فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : اشترط لربك ولنفسك ما شئت . فقال : «أَشْتَرِطُ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ ولا تُشْرِكُوا بهِ شَيْئاً وأشْتَرِطُ لِنَفْسِي أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا مَنَعْتُمْ به أَنْفُسَكُمْ وَأَوْلادَكُمْ » . فقالوا : قد فعلنا ذلك . فما لنا ؟ قال عليه السلام : «لكم النصرة في الدنيا ، والجنة في الآخرة » . قالوا : قد فعلنا ذلك ، فذلك قوله : { وَلَقَدْ كَانُواْ عاهدوا الله مِن قَبْلُ } { لاَ يُوَلُّونَ الأدبار } منهزمين { وَكَانَ عَهْدُ الله مَسْؤُولاً } يعني : يسأل في الآخرة من ينقض العهد .