تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلَقَدۡ كَانُواْ عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَٰرَۚ وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسۡـُٔولٗا} (15)

ثم أخبر عنهم ، فقال سبحانه :{ ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل } قتال الخندق وهم سبعون رجلا ليلة العقبة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم اشترط لربك ولنفسك ما شئت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" أشترط لربي أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأولادكم ونساءكم" ، قالوا : فما لنا إذا فعلنا يا نبي الله ، قال : لكم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة ، فقالوا : قد فعلنا ذلك ، فذلك قوله : وقد كانوا عاهدوا الله من قبل ، يعني ليلة العقبة حين شرطوا للنبي صلى الله عليه وسلم المنعة { لا يولون الأدبار } منهزمين وذلك أنهم بايعوا للنبي صلى الله عليه وسلم أنهم يمنعونه مما يمنعون أنفسهم وأولادهم وأموالهم ، يقول الله عز وجل :{ وكان عهد الله مسئولا } آية يقول : أن الله يسأل يوم القيامة عن نقض العهد ، فإن عدو الله إبليس سمع شرط الأنصار تلك الليلة ، فصاح صيحة أيقظت الناس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لإبليس :" أخسأ عدو الله" .