لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (42)

{ وأن إلى ربك المنتهى } أي إليه منتهى الخلق ومصيرهم إليه في الآخرة وهو مجازيهم بأعمالهم وفي المخاطب بهذا وجهان أحدهما أنه عام تقديره وأن إلى ربك أيها السامع أو العاقل كائناً من كان المنتهى فهو تهديد بليغ للمسيء وحث شديد للمحسن ليقلع المسيء عن إساءته ويزداد المحسن في إحسانه الوجه الثاني أن المخاطب بهذا النبي صلى الله عليه وسلم فعلى هذا ، ففيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم . والمعنى : لا تحزن فإن إلى ربك المنتهى . وقيل . في معنى الآية : منه ابتداء المنة وإليه انتهاء الآمال . وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { وأن إلى ربك المنتهى } قال لا فكرة في الرب .

وهذا مثل ما روي عن أبي هريرة مرفوعاً : «تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق فإنه لا تحيط به الفكرة » ومعناه : لا فكرة في الرب أي انتهى الأمر إليه لأنك إذا نظرت إلى سائر الموجودات الممكنة علمت أن لا بد لها من موجد وإذا علمت أن موجدها هو الله تعالى فقد انتهى الأمر إليه فهو إشارة إلى وجوده ووحدانيته سبحانه وتعالى .