غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (42)

1

قوله { وأن إلى ربك المنتهى } المشهور أن فيه بيان المعاد كقوله عز من قائل { وإلى الله المصير } [ آل عمران :28 ] أي للناس بين يدي الله وقوف وفيه بيان وقت الجزاء . وقد يقال : المراد به التوحيد وهو تأويل أهل العرفان . والحكماء يستدلون به على وجود الصانع فإن الممكن لا بد أن ينتهي إلى الواجب . وقيل : أراد أن البحث والإدراك ينتهي عنده كما قيل : إذا بلغ الكلام إلى الله فأمسكوا . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا ذكر الرب فانتهوا " والخطاب عام لكل سامع مكلف وفيه تهديد للمسيء ووعد للمحسن : وقيل : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه تسلية له . ثم بين غاية قدرته وهي إيجاده الضدين الضحك والبكاء والإماتة والإحياء في شخص واحد ، وكذا الذكورة والأنوثة في مادة واحدة هي النطفة نطفت إذا تمنى تدفق في الرحم . يقال : منى وأمنى . وقال الأخفش : تخلق والمنى والتقدير وفيه إبطال قول الطبيعيين أن مبدأ الضحك قوة التعجب ، ومبدأ الكباء رقة القلب ، وإن الحياة مستندة إلى الطبيعة كالنبات ، والموت أمر ضروري وهو تداعي الأجزاء العنصرية إلى الانفكاك بعد اجتماعها على سبيل الاتفاق أو لاقتضاء سبب سماوي من اتصال أو انفصال وذلك أن انتهاء كل ممكن إلى الواجب واجب .

/خ62