قوله { وأن إلى ربك المنتهى } المشهور أن فيه بيان المعاد كقوله عز من قائل { وإلى الله المصير } [ آل عمران :28 ] أي للناس بين يدي الله وقوف وفيه بيان وقت الجزاء . وقد يقال : المراد به التوحيد وهو تأويل أهل العرفان . والحكماء يستدلون به على وجود الصانع فإن الممكن لا بد أن ينتهي إلى الواجب . وقيل : أراد أن البحث والإدراك ينتهي عنده كما قيل : إذا بلغ الكلام إلى الله فأمسكوا . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا ذكر الرب فانتهوا " والخطاب عام لكل سامع مكلف وفيه تهديد للمسيء ووعد للمحسن : وقيل : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه تسلية له . ثم بين غاية قدرته وهي إيجاده الضدين الضحك والبكاء والإماتة والإحياء في شخص واحد ، وكذا الذكورة والأنوثة في مادة واحدة هي النطفة نطفت إذا تمنى تدفق في الرحم . يقال : منى وأمنى . وقال الأخفش : تخلق والمنى والتقدير وفيه إبطال قول الطبيعيين أن مبدأ الضحك قوة التعجب ، ومبدأ الكباء رقة القلب ، وإن الحياة مستندة إلى الطبيعة كالنبات ، والموت أمر ضروري وهو تداعي الأجزاء العنصرية إلى الانفكاك بعد اجتماعها على سبيل الاتفاق أو لاقتضاء سبب سماوي من اتصال أو انفصال وذلك أن انتهاء كل ممكن إلى الواجب واجب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.