معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمۡ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (62)

قوله تعالى : { أبلغكم } قرأ أبو عمرو : { أبلغكم } بالتخفيف ، حيث كان من الإبلاغ لقوله : { لقد أبلغتكم } [ الأعراف :93 ] .

قوله تعالى : { رسالات ربي } ، { ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } وقرأ الآخرون بالتشديد من التبليغ لقوله تعالى : { بلغ ما أنزل إليك } [ المائدة :67 ] ، رسالات ربي .

قوله تعالى : { وأنصح لكم } ، يقال نصحته ونصحت له ، والنصح أن يريد لغيره من الخير ما يريد لنفسه .

قوله تعالى : { وأعلم من الله ما لا تعلمون } ، أن عذابه لا يرد عن القوم المجرمين .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمۡ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (62)

{ أبلّغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون } صفات لرسول أو استئناف ، ومساقها على الوجهين لبيان كونه رسولا . وقرأ أبو عمرو { أبلغكم } بالتخفيف وجمع الرسالات لاختلاف أوقاتها أو لتنوع معانيها كالعقائد والمواعظ والأحكام ، أو لأن المراد بها ما أوحي إليه وإلى الأنبياء قبله ، كصحف شيث وإدريس وزيادة اللام في لكم للدلالة على إمحاض النصح لهم ، وفي أعلم من الله تقريرا لما أوعدهم به فإن معناه أعلم من قدرته وشدة بطشه ، أو من جهته بالوحي أشياء لا علم لكم بها .