الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمۡ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (62)

قوله : { أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم } ، إلى { عمين }[ 62-64 ] .

والمعنى : إن الله ( عز وجل{[24108]} ) أخبرنا أن نوحا ( عليه السلام{[24109]} ) قال لقومه : إني { رسول من رب العالمين } ، أرسلني إليكم ، لأبلغكم رسالاته ، { وأنصح{[24110]} لكم } في تحذيري إياكم عقابه ، { وأعلم من الله ما لا تعلمون }[ 62 ] ، /أي : أعلم أن عقابه لا يرد{[24111]} عن القوم المجرمين{[24112]} .

وقيل المعنى : أعلم من الله أنه مهلككم ومعذبكم إن لم تؤمنوا{[24113]} .


[24108]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24109]:انظر: المصدر السابق.
[24110]:في تفسير القرطبي 7/149: "النصح": إخلاص النية من شوائب الفساد في المعاملة بخلاف الغش. يقال: نصحته ونصحت له نصيحة ونصحة ونصحا. وهو باللام أفصح...". وفي زيادة "اللام" مبالغة ودلاله على إمحاض النصيحة، وأنها وقعت خالصة للمنصوح له...."، كما في الكشاف 2/111.
[24111]:في ج: ترد، وهو تصحيف.
[24112]:جامع البيان 12/500، بتصرف.
[24113]:وهو قول الحسن، في تفسير هود بن محكم الهواري 2/26. ولم أقف عليه في تفسيره المطبوع.