وقوله تعالى : { أُبَلِّغُكُمْ } : يجوز أن تكونَ جملةً مستأنفة أُتي بها لبيان كونِه رسولاً ، ويجوز أن تكونَ صفةً لرسول ، ولكنه راعى الضمير السابق الذي للمتكلم فقال : " أُبَلِّغُكُمْ " ولو راعى الاسمَ الظاهر بعده لقال : يُبَلِّغكم ، والاستعمالان جائزان في كل اسم ظاهر سبقه ضميرٌ حاضر من متكلم أو مخاطب فتحرَّر لك فيه وجهان : مراعاةُ الضميرِ السابق وهو الأكثر ومراعاةُ الاسمِ الظاهر ، فتقول : " أنا رجلٌ أفعل كذا " مراعاةً ل : أنا . وإن شئت " أنا رجلٌ يفعل كذا " مراعاةً لرجل ، ومثله : " أنت رجل تفعل ويفعل " بالخطاب والغيبة . وقوله { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } [ النمل : 47 ] جاء على الأكثر . ومثله ما لو وقع بعد الضمير موصولٌ نحو : " أنا الذي فَعَلْتُ وفعل " ، و " أنت الذي فعل وفعلت " . ومنه :
نحن الذين بايَعُوا محمَّداً *** على الجهاد ما بقينا أبدا
فَجَمَعَ بين الاستعمالين ، وقد تقدَّم هذا بأوضحَ منه هنا .
وقرأ أبو عمرو : " أُبْلِغُكم " بالتخفيف والباقون بالتشديد ، وهذا الخلافُ جارٍ هنا في الموضعَيْن وفي الأحقاف . والتضعيف والهمزةُ للتعدية كأنزل ونَزَّل . وجمع " رسالة " باعتبار أنواعها من أمرٍ ونهيٍ ووَعْظٍ وزجر وإنذار وإعذار . وقد جاء الماضي على أفْعَل في قوله { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ } [ هود : 57 ] فهذا شاهدٌ لقراءة أبي عمرو ، وجاء على فَعَّل في قوله : { فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } [ المائدة : 67 ] فهذا شاهدٌ لقراءة الجماعة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.