فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمۡ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (62)

وجملة { أبلغكم رسالات ربي } في محل رفع ، على أنها صفة لرسول ، أو هي مستأنفة مبينة لحال الرسول . والرسالات : ما أرسله الله به إليهم مما أوحاه إليه { وأنصح لكم } عطف على { أبلغكم } يقال : نصحته ونصحت له ، وفي زيادة اللام دلالة على المبالغة في إمحاض النصح . وقال الأصمعي : الناصح : الخالص من الغلّ ، وكل شيء خلص فقد نصح ، فمعنى أنصح هنا : أخلص النية لكم عن شوائب الفساد ، والاسم النصيحة . وجملة : { وأعلم من الله ما لا تعلمون } معطوفة على الجملة التي قبلها ، مقررة لرسالته ، ومبينة لمزيد علمه ، وأنه يختص بعلم الأشياء التي لا يعلمونها بإخبار الله له بذلك .