معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ} (2)

قوله تعالى : { وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } أي : ذاهب وسوف يذهب ويبطل ، من قولهم : مر الشيء واستمر إذا ذهب ، مثل قولهم : قر واستقر ، هذا قول مجاهد وقتادة . وقال أبو العالية والضحاك : مستمر أي : قوي شديد يعلو كل سحر ، من قولهم : مر الحبل ، إذا صلب واشتد ، وأمررته أنا إذا أحكمت فتله ، واستمر الشيء إذا قوي واستحكم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ} (2)

وقوله : { وَإِنْ يَرَوْا آيَةً } أي : دليلا وحجة وبرهانا { يعرضوا } أي : لا ينقادون له ، بل يعرضون عنه ويتركونه وراء ظهورهم ، { وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ } أي : ويقولون : هذا الذي شاهدناه من الحجج ، سحرٌ سحرنا به .

ومعنى { مُسْتَمِرٌّ } أي : ذاهب . قاله مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما ، أي : باطل مضمحل ، لا دوام له .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ} (2)

وقوله : { وإن يروا آية يعرضوا } عن تأملها والإيمان بها . { ويقولوا سحر مستمر } مطرد وهو يدل على أنهم رأوا قبله آيات أخر مترادفة ومعجزات متتابعة حتى قالوا ذلك ، أو محكم من المرة يقال أمررته فاستمر إذا أحكمته فاستحكم ، أو مستبشع من استمر الشيء إذا اشتدت مرارته أو مار ذاهب لا يبقى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ} (2)

وقوله : { وإن يروا } جاء اللفظ مستقبلاً لينتظم ما مضى وما يأتي ، فهو إخبار بأن حالهم هكذا ، واختلفت الناس في معنى : { مستمر } فقال الزجاج قيل معناه : دائم متماد . وقال قتادة ومجاهد والكسائي والفراء معناه : مار ذاهب عن قريب يزول . وقال أبو العالية والضحاك معناه : مشدود من مرائير الحبل كأنه سحر قد أمر ، أي أحكم . ومنه قول الشاعر [ لقيط بن زرارة ] : [ البسيط ]

حتى استمرت على شزر مريرته . . . صدق العزيمة لا رتّاً ولا ضرعا{[10755]} .


[10755]:هذا البيت لِلقيط بن يعمر الإيادي من قصيدة قالها يدعو قومه إلى قتال كسرى ويحضهم على الحرب والفداء، ويقول في مطلعها: يا دار عبلة من مُحلتها الجرعا هاجت لي الهم والأحزان والوجعا والبيت أحد الأبيات التي يتكلم فيها عن اختيار قائد شجاع، قادر على الحرب، قد حنكته الأيام وأكسبته الخبرة، فهو لا يستكين إذا عضه مكروه، ولا يعيش عيش المترفين إن ساعده رخاء العيش: وقلدوا أمركم لله دركم رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا لا مترفا إن رخاء العيش ساعده ولا إذا عض مكروه به خشعا ومعنى"استمرت": أُحكمت، والشزر: فتل الحبل مما يلي اليسار، وهو أشد لفتله، والمريرة: إحكام الفتل ثم أريد بها القوة، يقال: استمرت مريرة الرجل إذا قويت شكيمته، والصدق: الكامل في كل شيء، وصَدق العزيمة: الثابت فيها المصمم عليها، ويُروى"مُر العزيمة"، كما يُروى"مُستحكم السن" بدلا من "صَدق العزيمة". والرتة: ردة قبيحة في اللسان من العيب، والذي في "الشعر والشعراء" وفي الديوان:"لاقحما"والقحم: الشيخ الهرم يعتريه خرق وخوف، والضرع: اللين الذليل.