{ وَلَئِنْ مّتّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ }
يعني بذلك جلّ ثناؤه : ولئن متم أو قتلتم أيها المؤمنون ، فإن إلى الله مرجعكم ومحشركم ، فيجازيكم بأعمالكم ، فآثِروا ما يقرّبكم من الله ، ويوجب لكم رضاه ، ويقرّبكم من الجنة ، من الجهاد في سبيل الله ، والعمل بطاعته على الركون إلى الدنيا ، وما تجمعون فيها من حطامها الذي هو غير باق لكم ، بل هو زائل عنكم ، وعلى ترك طاعة الله والجهاد ، فإن ذلك يبعدكم عن ربكم ، ويوجب لكم سخطه ، ويقرّبكم من النار .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال ابن إسحاق .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : { وَلَئِنْ مُتّمْ أوْ قُتِلْتُمْ } أيّ ذلك كان ، { لإلِى اللّهِ تُحْشَرُونَ } أي أن إلى الله المرجع ، فلا تغرّنكم الحياة الدنيا ، ولا تغترّوا بها ، وليكن الجهاد وما رغبكم الله فيه منه آثر عندكم منها .
وأدخلت اللام في قوله : { لإلِى اللّهِ تُحْشَرُونَ } لدخولها في قوله «ولئن » ، ولو كانت اللام مؤخرة ، إلى قوله : «تحشرون » ، لأحدثت النون الثقيلة فيه ، كما تقول في الكلام : لئن أحسنت إليّ لأحسننّ إليك ، بنون مثقلة ، فكان كذلك قوله : «ولئن متم أو قتلتم لتحشرنّ إلى الله » ، ولكن لما حيز بين اللام وبين تحشرون بالصفة أدخلت في الصفة ، وسلمت «تحشرون » ، فلم تدخلها النون الثقيلة ، كما تقول في الكلام : لئن أحسنت إليّ لإليك أحسن ، بغير نون مثقلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.