فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَئِن مُّتُّمۡ أَوۡ قُتِلۡتُمۡ لَإِلَى ٱللَّهِ تُحۡشَرُونَ} (158)

( ولئن متم أو قتلتم ) على أي وجه اتفق هلاككم حسب تعلق الإرادة الإلهية ، وقرئ متم بكسر الميم من مات يمات ( لإلى الله ) أي إلى الرب الواسع الرحمة والمغفرة لا إلى غيره كما يفيده تقديم الظرف على الفعل مع ما في تخصيص اسم الله سبحانه بالذكر من الدلالة على كمال اللطف والقهر ( تحشرون ) في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم . قيل من عبد الله خوفا من ناره آمنه الله مما يخاف ، وإليه الإشارة بقوله لمغفرة من الله ومن عبده شوقا إلى جنته أناله ما يرجو ، وإليه الإشارة بقوله ( ورحمة ) لأن الرحمة هي الجنة ، ومن عبده شوقا إلى وجهه الكريم لا يريد غيره فهذا هو العبد المخلص الذي يتجلى له الحق سبحانه في دار كرامته ، واليه الإشارة بقوله ( لإلى الله تحشرون ) .