السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَئِن مُّتُّمۡ أَوۡ قُتِلۡتُمۡ لَإِلَى ٱللَّهِ تُحۡشَرُونَ} (158)

{ ولئن متم أو قتلتم } على أيّ وجه اتفق هلاككم { لا إلى الله } لا غيره { تحشرون } في الآخرة فيجازيكم وقرأ نافع وحمزة { متم } بكسر الميم والباقون بالضم ، وقرأ حفص { يحشرون } بياء الغيبة والباقون بتاء الخطاب ورسمت لا إلى الله بألف بعد اللام .

فإن قيل : هنا ثلاثة مواضع فقدّم الموت على القتل في الأوّل والأخير وقدّم القتل على الموت في المتوسط فما الحكمة في ذلك ؟ أجيب : بأنّ الأوّل لمناسبة ما قبله من قوله : { إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزا } فرجع الموت لمن ضرب في الأرض والقتل لمن غزا ، وأمّا الثاني فلأنه محل تحريض على الجهاد فقدّم الأهم الأشرف ، وأمّا الأخير فلأن الموت أغلب .