معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا لَوۡلَآ أَن صَبَرۡنَا عَلَيۡهَاۚ وَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ حِينَ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ مَنۡ أَضَلُّ سَبِيلًا} (42)

نزلت في أبي جهل ، كان إذا مر بأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مستهزئاً : { أهذا الذي بعث الله رسولاً* إن كاد ليضلنا } أي : قد قارب أن يضلنا ، { عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها } يعني : لو لم نصبر عليها لصرفنا عنها ، { وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلاً } من أخطأ طريقاً .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا لَوۡلَآ أَن صَبَرۡنَا عَلَيۡهَاۚ وَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ حِينَ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ مَنۡ أَضَلُّ سَبِيلًا} (42)

21

وبينما كانوا يظهرون الهزء والاستخفاف كانت أقوالهم ذاتها تشي بمقدار ما في نفوسهم من شخصه ومن حجته ومن القرآن الذي جاء به ، فيقولون :

( إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها ) . .

فلقد زلزل قلوبهم إذن باعترافهم حتى كادوا يتركون آلهتم وعبادتهم - على شدة حرصهم على استبقاء ديانتهم وما وراءها من مراكز ومغانم - لولا أنهم قاوموا تأثرهم به وصبروا على آلهتهم ! والصبر لا يكون إلا على المقاومة العنيفة للجاذبية العنيفة . وهم يسمون الهداية إضلالا لسوء تقديرهم للحقائق وتقويمهم للقيم . ولكنهم لا يملكون إخفاء الزلزلة التي أصابت قلوبهم من دعوة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] وشخصيته والقرآن الذي معه حتى وهم يتظاهرون بالاستخفاف بشخصه ودعوته ، إصرارا وعنادا . ومن ثم يعاجلهم بالتهديد المجمل الرهيب :

( وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ) . .

فيعلمون إن كان ما جاءهم به هو الهدى أو أنه هو الضلال . ولكن حين لا ينفع العلم ، حين يرون العذاب . سواء أكان ذلك في الدنيا كما ذاقوا يوم بدر ، أم كان في الآخرة كما يذوقون يوم الحساب .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا لَوۡلَآ أَن صَبَرۡنَا عَلَيۡهَاۚ وَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ حِينَ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ مَنۡ أَضَلُّ سَبِيلًا} (42)

وقولهم{[21539]} : { إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا } يعنون : أنه كاد يثنيهم عن عبادة أصنامهم ، لولا أن صبروا وتجلدوا واستمروا على عبادتها . قال الله تعالى متوعدا لهم ومتهددا : { وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا } .

ثم قال تعالى لنبيه ، منبهًا له أن من كتب الله عليه الشقاوة والضلال ، فإنه لا يهديه أحد إلا الله .


[21539]:- في أ : "وقوله".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا لَوۡلَآ أَن صَبَرۡنَا عَلَيۡهَاۚ وَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ حِينَ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ مَنۡ أَضَلُّ سَبِيلًا} (42)

{ إن } إنه { كاد ليضلنا عن آلهتنا } ليصرفنا عن عبادتها بفرط اجتهاده في الدعاء إلى التوحيد وكثرة ما يوردها مما يسبق إلى الذهن بأنها حجج ومعجزات . { لولا أن صبرنا عليها } ثبتنا عليها واستمسكنا بعبادتها و { لولا } في مثله تقيد الحكم المطلق من حيث المعنى دون اللفظ . { وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا } كالجواب لقولهم { وإن كان ليضلنا } فإنه يفيد نفي ما يلزمه ويكون الموجب له ، وفيه وعيد ودلالة على أنه لا يمهلهم وإن أمهلهم .