فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا لَوۡلَآ أَن صَبَرۡنَا عَلَيۡهَاۚ وَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ حِينَ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ مَنۡ أَضَلُّ سَبِيلًا} (42)

إذ قالوا : { إن كان }هي مخففة من الثقيلة : ، واللام في { ليضلنا } هي الفارقة ، كأنهم سلموا أنه لقوة العقل ، وسطوع الحجة ، شارف أن يغلبهم على دينهم ، ويقلبهم عن طريقتهم{ عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا } ، لولا فرط لجاجهم ، وصبرهم على عبادة آلهتهم ، أطلقوا المقاربة أولا ثم قيدوها بلولا الامتناعية ثانيا ، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم بذل قصارى مجهوده في دعوتهم حتى شارفوا على الإيمان –بزعمهم- ]{[2591]}وعند معاينتهم لسوء مصيرهم سيقرون بأن الحق هو ما سمعوه من رسلهم ، وأن حيرتهم أضلتهم عن طريق مرضاة ربهم .


[2591]:ما بين العلامتين[ ] مما أورد صاحب تفسير غرائب القرآن.