الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا لَوۡلَآ أَن صَبَرۡنَا عَلَيۡهَاۚ وَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ حِينَ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ مَنۡ أَضَلُّ سَبِيلًا} (42)

قوله : { إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا } : قد تقدَّم نظيرُه في " سبحان " .

قوله : { لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا } جوابُها محذوفٌ أي : لضَلَلْنا عن آلهتِنا ، قال الزمخشري : " ولولا في مثلِ هذا الكلامِ جارٍ من حيث المعنى لا من حيث الصنعةُ مَجْرى التقييدِ للحكمِ المطلقِ " .

قوله : { مَنْ أَضَلُّ } جملةُ الاستفهامِ معلِّقةٌ ل " يَعْلمون " ، فهي سادَّةٌ مَسَدَّ مفعولَيْها إنْ كانَتْ على بابِها ، ومَسَدَّ واحدٍ إنْ كانَتْ بمعنى عَرَفَ . ويجوزُ في " مَنْ " أَنْ تكنَ موصولةً . و " أَضَلُّ " خبرُ مبتدأ مضمرٍ ، هو العائدُ على " مَنْ " تقديرُه : مَنْ هو أضلُّ . وإنما حُذِفَ للاستطالةِ بالتمييزِ كقولِهم : " ما أنا بالذي قائلٌ لك سوءاً " ، وهذا ظاهرٌ إن كانَتْ متعديةً لواحد ، وإنْ كانَتْ متعديةً لاثنين فتحتاجُ إلى تقديرٍ ثانٍ ولا حاجةَ إليه .