غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا لَوۡلَآ أَن صَبَرۡنَا عَلَيۡهَاۚ وَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ حِينَ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ مَنۡ أَضَلُّ سَبِيلًا} (42)

21

ولقد شهد عليهم بمضمون هذا التقرير ابن أخت خالتهم إذ قالوا : { إن كاد } هي مخففة من الثقيلة واللام في { ليضلنا } هي الفارقة كأنهم سلموا أنه لقوة العقل وسطوع الحجة شارف أن يغلبهم على دينهم ويقلبهم عن طريقتهم لولا فرط لجاجهم وصبرهم على عبادة آلهتهم . أطلقوا المقاربة أوّلاً ثم قيدوها بلولا الامتناعية ثانياً ، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم بذل قصارى مجهوده في دعوتهم حتى شارفوا على الإيمان بزعمهم . وحين وصفوه بالإضلال والمضل لا بد أن يكون ضالاً في نفسه فكأنهم وصفوه بالضلال فلا جرم أوعدهم الله على ذلك بقوله { وسوف يعلمون } إلى آخر الآية . وإنما يرون العذاب عند كشف الغطاء عن بصر البصيرة .

/خ50