تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا لَوۡلَآ أَن صَبَرۡنَا عَلَيۡهَاۚ وَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ حِينَ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ مَنۡ أَضَلُّ سَبِيلًا} (42)

[ الآية 42 ] [ وهو ]{[14445]} قوله تعالى : { إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها } .

[ وفي ]{[14446]} قوله تعالى : { إن كاد ليضلنا عن } عبادة { آلهتنا } دلالة أنه إنما أراد أن يضلهم عن عبادتهم الأصنام بالحجج والآيات ؛ إذ ليس في وسع النبي صرفهم ومنعهم عن ذلك إلا من وجه لزوم الآيات والحجج [ إلا أنهم عاندوا تلك الآيات والحجج ]{[14447]} وكابروها ، وثبتوا على عبادة الأصنام والأوثان . وإلا علموا من جهة الآيات والحجج التي أقامها عليهم أنه على الحق وأنهم على باطل .

ثم قوله تعالى : { وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا } أي يعلمون حين لا يقدرون على الجحود والإنكار إذا نزل بهم العذاب ، ووقع { من أضل سبيلا } هم أو المؤمنون لأنهم{[14448]} علموا بالآيات والحجج أنه على حق وأنهم على باطل وعلموا الموعود من العذاب .

فأخبر أنهم يعلمون عند وقوعه بهم علما ، لا يقدرون على جحوده ولا إنكاره كقوله : { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده } [ غافر : 84 ] وهذه الآية وقوله : { أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون } [ السجدة : 12 ] وأمثال ذلك إذا عاينوا الموعود في الدنيا يقرون به ، لا يقدرون على الجحود ؛ فكذلك قوله : { وسوف يعلمون } [ علما ]{[14449]} لا يقدرون على الإنكار والجحود { حين يرون العذاب من أضل سبيلا } .


[14445]:- في الأصل وم: و.
[14446]:- في الأصل وم: و.
[14447]:- من م، ساقطة من الأصل.
[14448]:- أدرج بعدها في الأصل وم: وإن.
[14449]:- من، ساقطة من الأصل.