معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ} (70)

قوله تعالى : { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } . أسائمة أم عاملة .

قوله تعالى : { إن البقر تشابه علينا } . ولم يقل تشابهت لتذكير لفظ البقر . كقوله تعالى : ( أعجاز نخل منقعر ) وقال الزجاج : أي جنس البقر تشابه ، أي التبس واشتبه أمره علينا فلا نهتدي إليه .

قوله تعالى : { وإنا إن شاء الله لمهتدون } . إلى وصفها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وايم الله لو لم يستثنوا لما بينت لهم إلى آخر الأبد .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ} (70)

{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا } فلم نهتد إلى ما تريد { وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ} (70)

67

وقوله : { إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا } أي : لكثرتها ، فميز لنا هذه البقرة وصفها وحِلَّها لنا { وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ } إذا بينتها لنا { لَمُهْتَدُونَ } إليها .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن يحيى الأودي{[1985]} الصوفي ، حدثنا أبو سعيد أحمد بن داود الحداد ، حدثنا سرور بن المغيرة الواسطي ، ابن أخي منصور بن زاذان ، عن عباد بن منصور ، عن الحسن ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا أن بني إسرائيل قالوا : { وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } لما أعطوا ، ولكن استثنوا " {[1986]} .

ورواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره من وجه آخر ، عن سرور بن المغيرة ، عن{[1987]} زاذان ، عن عباد بن منصور ، عن الحسن ، عن حديث أبي رافع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا أن بني إسرائيل قالوا : { وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } ما أعطوا أبدًا ، ولو أنهم اعترضوا بقرة من البقر فذبحوا لأجزأت عنهم ، ولكنهم شددوا ، فشدد الله عليهم " {[1988]} .

وهذا حديث غريب من هذا الوجه ، وأحسن أحواله أن يكون من كلام أبي هريرة ، كما تقدم مثله{[1989]} عن السدي ، والله أعلم .


[1985]:في جـ، ط: "الأزدي".
[1986]:تفسير ابن أبي حاتم (1/223).
[1987]:في جـ، ط، ب: "بن".
[1988]:قال الحافظ ابن حجر: "فيه عباد بن منصور وهو ضعيف"
[1989]:في جـ، ط: "نقله".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ} (70)

{ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } تكرير للسؤال الأول واستكشاف زائد . وقوله : { إن البقر تشابه علينا } اعتذار عنه ، أي إن البقر الموصوف بالتعوين والصفرة كثير فاشتبه علينا ، وقرئ " إن الباقر " وهو اسم لجماعة البقر والأباقر والبواقر ، ويتشابه وتتشابه بالياء والتاء ، وتشابه ويشابه ويتشابه بطرح التاء وإدغامها في الشين على التذكير والتأنيث ، وتشابهت وتشابهت مخففا ومشددا ، وتشبه بمعنى تتشبه وتشبه بالتذكير ومتشابه ومتشابهة ومتشبه ومتشبهة . { وإنا إن شاء الله لمهتدون } إلى المراد ذبحها ، أو إلى القاتل ، وفي الحديث " لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد " . واحتج به أصحابنا على أن الحوادث بإرادة الله سبحانه وتعالى ، وأن الأمر قد ينفك عن الإرادة وإلا لم يكن للشرط بعد الأمر معنى . والمعتزلة والكرامية على حدوث الإرادة ، وأجيب بأن التعليق باعتبار التعلق .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ} (70)

قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ( 70 )

وسألوه بعد هذا كله عما هي سؤال متحيرين قد أحسوا بمقت المعصية ، و { البقر } جمع بقرة ، وتجمع أيضاً على باقر ، وبه قرأ ابن يعمر وعكرمة ، وتجمع على بقير وبيقور( {[778]} ) ، ولم يقرأ بهما فيما علمت ، وقرأ السبعة : «تشابه » فعل ماض ، وقرأ الحسن «تشّابهُ » بشد الشين وضم الهاء ، أصله تتشابه ، وهي قراءة يحيى بن يعمر ، فأدغم ، وقرأ أيضاً «تَشَابهُ » بتخفيف الشين على حذف التاء الثانية ، وقرأ ابن مسعود «يَشابهُ » بالياء وإدغام التاء ، وحكى المهدي عن المعيطي( {[779]} ) «تشَّبَّهُ » بتشديد الشين والباء دون ألف ، وحكى أبو عمرو الداني قراءة «متشبه » اسم فاعل من تَشَبَّه ، وحكي أيضاً «يتشابهُ »( {[780]} ) .

وفي استثنائهم في هذا السؤال الأخير إنابة ما وانقياد ودليل ندم وحرص على موافقة الأمر ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لولا ما استثنوا ما اهتدوا إليها أبداً »( {[781]} ) ، والضمير في { إنا } ، هو اسم { إن } ، و { مهتدون } الخبر ، واللام للتأكيد ، والاستثناء اعتراض ، قدم على ذكر الاهتداء ، تهمماً به .


[778]:- الذي في "لسان العرب" أن هذه الألفاظ المذكورة كلها أسماء للجمع، والبقر يذكر ويؤنث.
[779]:- هو محمد المعيطي الشامي المعروف بذي الشامة، وردت عنه الرواية في حروف القرآن – روى هارون بن موسى، عن أبي نوح، عنه أنه كان يقرأ: "إن الباقر يشابه علينا"، بألف بين الباء والقاف، وتشديد الشين، ورفع الهاء.
[780]:- مجموع ما ذكره من القراءات سبع بقراءة السبعة، ولا ينبغي أن يقر إلا بما وردت به رواية صحيحة، فإن القراءة سنة متبعة.
[781]:- رواه ابن جرير من طريق ابن جريج مرفوعا، وقد روي هذا الحديث بألفاظ والمعنى واحد، وقوله: "لولا ما استثنوا" أي لو لم يقولوا إن شاء الله لما تبينت لهم أبدا.