معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ} (23)

قوله تعالى : { وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام } ، يسلم بعضهم على بعض ، وتسلم الملائكة عليهم . وقيل : المحيي بالسلام هو الله عز وجل .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ} (23)

ولما ذكر عقاب الظالمين ذكر ثواب الطائعين فقال : { وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } أي : قاموا بالدين ، قولا ، وعملا ، واعتقادا { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } فيها من اللذات والشهوات ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، { خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } أي : لا بحولهم وقوتهم بل بحول الله وقوته { تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ } أي : يحيي بعضهم بعضا بالسلام والتحية والكلام الطيب .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ} (23)

وقبل أن يسدل الستار نبصر على الضفة الأخرى بتلك الأمة المؤمنة ، الأمة الفائزة ، الأمة الناجية :

( وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها بإذن ربهم ، تحيتهم فيها سلام ) . .

ويسدل الستار . .

فيا له من مشهد ! ويا لها من خاتمة لقصة الدعوة والدعاة مع المكذبين والطغاة !

/خ27

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ} (23)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَأُدْخِلَ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِمْ تَحِيّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السّمَآءِ * تُؤْتِيَ أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأمْثَالَ لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَذَكّرُونَ } .

يقول عزّ ذكره : وأدخل الذين صدقوا الله ورسوله فأقرّوا بوحدانية الله وبرسالة رسله وأن ما جاءت به من عند الله حقّ ، وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ يقول : وعملوا بطاعة الله فانتهوا إلى أمر الله ونهيه ، جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ بساتين تجري من تحتها الأنهار ، خالدِينَ فِيها باذْنِ رَبّهِمْ يقول : أدخلوها بأمر الله لهم بالدخول . تَحِيّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وذلك إن شاء الله كما :

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قوله : تَحَيّتُهُمْ فِيها سَلامٌ قال : الملائكة يسلمون عليهم في الجنة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ} (23)

وقرأ الجمهور «وأُدخلَ » على بناء الفعل للمفعول ، وقرأ الحسن : «وأُدخِلُ » على فعل المتكلم ، أي يقولها الله عز وجل{[7059]} ، وقوله : { من تحتها } أي من تحت ما علا منها ، كالغرف والمباني والأشجار وغيره . و «الخلود » في هذه الآية على بابه في الدوام ، و «الإذن » هنا عبارة عن القضاء والإمضاء ، وقوله : { تحيتهم } مصدر مضاف إلى الضمير ، فجائز أن يكون الضمير للمفعول أي تحييهم الملائكة ، وجائز أن يكون الضمير للفاعل ، أي يحيي بعضهم بعضاً .

و { تحيتهم } رفع بالابتداء ، و { سلام } ابتداء ثان ، وخبره محذوف تقديره عليكم ، والجملة خبر الأول ، والجميع في موضع الحال من المضمرين في { خالدين } أو يكون صفة ل { جنات } .


[7059]:تثير هذه القراءة سؤالا هو: فبم يتعلق قوله تعالى: {بإذن ربهم}؟ لأن قوله: "أدخلهم أنا بإذن ربهم" كلام غير ملتئم، وكان الظاهر أن يقال:أدخلهم بإذني. وحاول الزمخشري أن يجيب عن ذلك فقال: "الوجه في هذه القراءة أن يتعلق قوله: {بإذن ربهم} بما بعده، أي: {تحيتهم فيها سلام} بإذن ربهم، يعني أن الملائكة يحيونهم بإذن ربهم". وقال أبو حيان الأندلسي: "معنى كلام الزمخشري أن قوله {بإذن ربهم} معمول لقوله: [تحيتهم]، ولذلك قال: "إن الملائكة يحيونهم بإذن ربهم"، وهذا لا يجوز، لأن فيه تقديم معمول المصدر المنحل بالفعل وبحرف مصدري عليه، وهو غير جائز".