النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ} (23)

قوله عز وجل : { . . . تحيّتُهم فيها سلامٌ } فيها وجهان :

أحدهما : أن تحية أهل الجنة إذا تلاقوا فيها السلام ، وهو قول الجمهور .

الثاني : أن التحية هاهنا الملك ، ومعناه أن ملكهم فيها دائم السلامة ، مأخوذ من قولهم في التشهد : التحيات لله ، أي الملك لله ، ذكره ابن شجرة .

وفي المحيّي لهم بالسلام ثلاثة أوجه :

أحدها : أن الله تعالى يحييهم بالسلام .

الثاني : أن الملائكة يحيونهم بالسلام .

الثالث : أن بعضهم يحيي بعضاً بالسلام{[1642]} .

وتشبيه الكلمة الطيبة بها لأنها ثابتة في القلب كثبوت أصل النخلة في الأرض ، فإذا ظهرت عرجت إلى السماء كما يعلو فرع النخلة نحو السماء فكلما ذكرت نفعت ، كما أن النخلة إذا أثمرت نفعت .


[1642]:إلى هنا سقط من ق.