فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ} (23)

{ وَأُدْخِلَ الذين ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصالحات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } لما أخبر سبحانه بحال أهل النار أخبر بحال أهل الجنة . وقرأ الجمهور { أدخل } على البناء للمفعول ، وقرأ الحسن «وأدخل » على الاستقبال والبناء للفاعل ، أي : وأنا أدخل الذين آمنوا ، ثم ذكر سبحانه خلودهم في الجنات وعدم انقطاع نعيمهم ، ثم ذكر أن ذلك بإذن ربهم ، أي : بتوفيقه ولطفه وهدايته ، هذا على قراءة الجمهور ، وأما على قراءة الحسن فيكون { بإذن ربهم } متعلقاً بقوله : { تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سلام } أي : تحية الملائكة في الجنة سلام بإذن ربهم ، وقد تقدّم تفسير هذا في سورة يونس .

/خ23