التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ ٱلنَّاسَ شَيۡـٔٗا وَلَٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (44)

قوله تعالى { إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون } .

قال مسلم : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي ، حدثنا مروان ( يعني ابن محمد الدمشقي ) ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال : " يا عبادي ! إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أُغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيتُ كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المِخيَط إذا أُدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه " .

قال سعيد : كأن أبو إدريس الخولاني ، إذا حدّث بهذا الحديث ، جثا على ركبتيه .

( الصحيح4/1994-1995 ح2577-ك البر والصلة ، ب تحريم الظلم ) .