التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيۡنَهُمۡۚ قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ} (45)

قوله تعالى { ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار }

قال الشيخ الشنقيطي : بين تعالى في هذه الآية الكريمة ، أن الكفار إذا حشروا استقلوا مدة مكثهم في دار الدنيا ، حتى كأنها قدر ساعة عندهم وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله في آخر الأحقاف { كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار } الآية وقوله في آخر النازعات { كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } وقوله في آخر الروم { ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا إلا ساعة } الآية .

قوله تعالى { يتعارفون بينهم } .

قال الشيخ الشنقيطي : صرح في هذه الآية الكريمة أن أهل المحشر يعرف بعضهم بعضا فيعرف الآباء الأبناء كالعكس ولكنه بينه في مواضع أخر أن هذه المعارفة لا أثر لها ، فلا يسأل بعضهم بعضا شيئا كقوله { ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم } ، وقوله { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } .