اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ ٱلنَّاسَ شَيۡـٔٗا وَلَٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (44)

قوله تعالى : { لاَ يَظْلِمُ الناس شَيْئاً } يجوز أن ينتصب " شَيْئاً " على المصدر ، أي : شيئاً من الظلم ، قليلاً ولا كثيراً ، وأن ينتصبَ مفعولاً ثانياً ل " يَظْلِمُ " ، بمعنى : لا ينقص النَّاس شيئاً من أعمالهم .

قوله : { ولكن الناس } قرأ الأخوان{[18466]} : بتخفيف " لكن " ومن ضرورة ذلك : كسرُ النُّونِ ؛ لالتقاءِ الساكنين وصلاً ، ورفع " النَّاس " ، والباقون بالتشديد ونصب " النَّاس " ، وتقدم توجيه ذلك في البقرة [ 102 ] ، ومعنى { لاَ يَظْلِمُ الناس شَيْئاً } ؛ لأنَّه في جميع أفعاله مُتفضل ، وعادل ، { ولكن الناس أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } : بالكفر والمعصية .


[18466]:وقرأ بها خلف. ينظر: إتحاف فضلاء البشر 2/111، المحرر الوجيز 3/122، البحر المحيط 5/162، الدر المصون 4/36.