التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنتُم بِهِۦٓۚ ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ} (51)

قوله تعالى { أثمَّ إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون }

قال الشيخ الشنقيطي : بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة ، أن الكفار يطلبون في الدنيا تعجيل العذاب كفرا وعنادا ، فإذا عاينوا العذاب آمنوا ، وذلك الإيمان عند معاينة العذاب وحضوره لا يقبل منهم ، وقد أنكر ذلك تعالى عليهم هنا بقوله : { أثم إذا ما وقع آمنتم به } ونفى أيضا قبول إيمانهم في ذلك الحين بقوله : { الآن وقد كنتم به تستعجلون } . وأوضح هذا المعنى في آيات أخر ، كقوله { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين ، فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون } وقوله : { حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ، الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } .