التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ} (8)

قوله تعالى { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم }

قال البخاري : حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن سعيد- هو ابن أبي هند- عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة ، والفراغ " .

[ الصحيح 11/ 233- ك الرقاق ، ب ما جاء في الرقاق ، وأن لا عيش إلا عيش الآخرة ح 6412 ] .

وقال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا خلف بن خليفة ، عن يزيد ابن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال : " ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة " ؟ قالا : الجوع يا رسول الله ! قال : " وأنا والذي نفسي بيده ! لأخرجني الذي أخرجكما ، قوموا " فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار ، فإذا هو ليس في بيته ، فلما رأته المرأة قالت : مرحبا ! وأهلا ! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أين فلان " ؟ قالت : ذهب يستعذب لنا من الماء ، إذ جاء الأنصاري ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال : الحمد لله ، ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني . قال : فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب ، فقال : كلوا من هذه ، وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياك ! والحلوب " ، فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا ، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر : " والذي نفسي بيده ! لتُسألن عن هذا النعيم يوم القيامة ، أخرجكم من بيوتكم الجوع/ ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم " .

[ الصحيح 3/ 1609- ك الأشربة ، ب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك ح 2038 ] .

وقال الترمذي : حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرحمان بن حاطب ، عن عبد الله بن الزبير بن العوام ، عن أبيه قال : لما نزلت { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم } قال الزبير : يا رسول الله ، فأيُّ النعيم نسأل عنه ، وإنما هما الأسودان التمر والماء ؟ قال : " أما إنه سيكون " .

[ السنن 5/ 448- ك التفسير- سورة التكاثر ] قال الترمذي : حديث حسن ، وأخرجه ابن ماجة [ 2/ 1392- ك الزهد ، ب معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ح 4158 ] بإسناد الترمذي نفسه ، وأخرجه الضياء المقدسي في [ المختارة 3/ 54-55 ح 857-858 ] من طرق عن سفيان به ، قال محققه فيهما : إسناده حسن ، وحسنه محققو مسند أحمد بإشراف : أ . د عبد الله التركي 3/ 24 ح 1405 ] .

قال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا شبابة ، عن عبد الله بن العلاء ، عن الضحاك بن عبد الرحمان بن عرزم الأشعري قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يسئل عنه يوم القيامة - يعني العبد - من النعيم أن يقال له : ألم نصح لك جسمك ، ونرويك من الماء البارد " .

[ السنن 5/ 448ح 3354 – ك التفسير ، ب ومن سورة التكاثر ] ، وأخرجه الحاكم [ المستدرك 4/138 ] من طريق عبد الله بن روح المدائني عن شبابة به . قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وقال الألباني : [ صحيح سنن الترمذي ح 674 ] .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم } قال النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار ، قال : يسأل الله العباد فيما استعملوها ، وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا } .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم } قال : عن كل شيء من لذة الدنيا .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم } قال : إن الله عز وجل سائل كل عبد عما استودعه من نعمه وحقه .