قوله تعالى{ إن اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا . . . }
قال البخاري : حدثنا عمر بن حفص ، حدثنا ابي ، حدثنا الأعمش ، حدثنا إبراهيم التيمي ، عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أي مسجد وضع اول ؟ قال : " المسجد الحرام " . قلت : ثم أي ؟ قال : " ثم المسجد الأقصى " قلت كم كان بينهما ؟ قال : " أربعون " . ثم قال : " حيثما ادركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد " .
( الصحيح6/458 ح3425-ك احاديث الأنبياء ، ب قوله تعالى{ ووهبنا لداود سليمان } ) .
قال الترمذي : حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن عمرو بن سليم الزرقي ، عن عاصم بن عمر ، عن علي بن أبي طالب قال ، خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ائتوني بوضوء ، فتوضأ ثم قام فاستقبل القبلة ، ثم قال : اللهم عن إبراهيم كان عبدك وخليلك ودعا لأهل مكة بالبركة ، وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثلي ما باركت لهل مكة مع البركة بركتين " .
( السنن5/718 ح3914-ك المناقب ، ب في فضل المدينة ح3914 )وقال : حديث حسن صحيح . وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه( 1/105-102 ح2090-ك الوضوء ، ب استحباب الوضوء للدعاء . . . )من حديث شعيب بن الليث عن سعيد بن أبي سعيد به ، قال محققه : إسناده صحيح . وأخرجه صحيح ورجاله ثقات . وأخرجه الضياء المقدسي( المختارة2/164-166 ح543 و544 ) من طرق عن الليث به ، قال محققه في الموضعين : إسناده صحيح .
قال الضياء المقدسي : قرئ على احمد عبد الباقي بن عبد الجبار الهروي-ونحن نسمع-أخبركم أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي-قراءة عليه وأنت تسمع-انا احمد بن محمد بن الخليلي ، أنا علي بن احمد الخزاعي ، انا الهيثم بن كليب الشاشي ، ثنا إسماعيل القاضي ، ثنا حجاج بن منهال ، ثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة ، قال : لما قتل عثمان ، ذعرني ذعرا شديدا ، وكان سل السيف فينا عظيما ، فجلست في بيتي ، وكانت لي حاجة في السوق لثياب اشتريتها ، فخرجت فإذا انا بنفر في ظل جلوس ، نحو من أربعين رجلا ، وإذا سلسلة معلقة معروضة على الباب ، فقلت : لأدخلن فللأنظرن . قال : فذهبت لدخل ، فمنعني البواب ، فقالوا : دع الرجل . فدخلت ، فإذا أشراف الناس ، وإذا وسادة معروضة ، فجلست ، فجاء رجل جميل عليه حلة ليس عليه قميص ولا عمامة ، فإذا هو علي-رضي الله عنه-ثم جلس ، فلم ينكر من القوم غيري . فقال : سلوني ، ولا تسألوني إلا عما ينفع ويضر . فقال رجل : ما قلت حتى أحببت ان تقول ، أنا أسألك . فقال : سل ، ولا تسأل إلا عما ينفع او يضر . فقال : ما{ الداريات ذروا . فالحاملات وقرا . فالجاريات يسرا . فالمقسمات أمرا } ؟ قال : الملائكة . ( الذاريات1-4 ) . ثم قال : أخبرني عن ما أسألك . فقال : سل ، ولا تسأل إلا عما ينفع أو يضر . فقال : ما{ السقف المرفوع } ؟ قال : السماء . قال : فما{ العاصفات عصفا } ؟ قال : الرياح . قال : فما { الجوار الكنس } ؟ قال : الكواكب . قال : فما{ البيت المعمور } ؟ قال : قال علي لأصحابه ما تقولون ؟ قالوا : نقول : هو البيت الحرام . قال : بل هو بيت في السماء يقال له : الصراح ، حيال هذا البيت ، حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، ثم لا يعودون إليه ، ثم تلا هذه الآية : { إن اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين . فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا } . ثم قال : أما إنه ليس بأول بيت كان ، قد كان نوح قبله وكان في البيوت ، وكان إبراهيم قبله وفي البيوت ، ولكنه اول بيت وضع للناس فيه البركة ، { فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا }ثم حدث ان إبراهيم-عليه السلام-لما امر ببناء البيت ضاق به ذرعا فلم يدر كيف يبينه ، فأرسل الله السكينة ، وهي ريح خجوج لها رأس ، فتطوقت له بالحج ، فكان يبني عليها كل يوم سافا ، ومكة شديدة الحر ، فلما بلغ الحجر ، قال لإسماعيل : اذهب فالتمس لي حجرا أضعه . فذهب يطوف في الجبال ، فجاء جبريل بالحجر فوضعه ، فجاء إسماعيل فقال : من أين هذا ؟ قال : جاء به من لم يتكل على بنائي وبنائك ، فوضعه ، فلبث ما شاء الله ان يلبث ، ثم انهدم ، فبنته العمالقة ، ثم انهدم فبنته جرهم ، ثم انهدم فبنته قريش ، فلما أرادوا ان يضعوا الحجر تنازعوا في وضعه . قالوا : أول من يخرج من هذا الباب يضعه ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة ، فأمر بثوب فبسط ، ووضع الحجر في وسط الثوب ، وأمر من كل فخذ رجلا ان يأخذ ناحية الثوب ، فأخذوه فرفعوه ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه . فقام رجل آخر فقال : أخبرني عن هذه الآية : { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا او إعراضا فلا جناح عليهما }حتى ختم الآية ؟ قال : عن مثل هذا فسلوا ، هذا العلم ، هو الرجل تكون له امرأتان ، إحداهما قد عجزت وهي دميمة ، فيصالحها ان يأتيها كل يوم ، أو ثلاثة ، أو أربع . فقام غليه رجل آخر فسأله عن هذه الآية : { ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن } ( النساء128 ) . فأقيمت الصلاة فقام . روى قتيبة عن أبي عوانة ، عن سماك ، عن خالد بن عرعرة قال : سمعت عليا وسأله رجل عن : { الذاريات ذروا }و{ الحاملات وقرا }و{ المقسمات } .
( المختارة2/60 ح438 ) . وحسنه المحقق وهو كما قال ، وأخرجه الحاكم من طريق خالد بن الوليد عرعرة به منحصرا على الآية المذكورة وصححه ووافقه الذهبي( المستدرك2/292-293 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : " بكة " بك الناس بعضهم بعضا ، الرجال والنساء ، يصلي بعضهم بين يدي بعض ، لا يصح ذلك إلا بمكة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.