التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلّٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَـٰٓءِيلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَىٰةُۚ قُلۡ فَأۡتُواْ بِٱلتَّوۡرَىٰةِ فَٱتۡلُوهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (93)

قوله تعالى{ كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين }

قال الترمذي : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، أخبرنا أبو نعيم ، عن عبد الله ابن الوليد-وكان يكون في بني عجل-عن بكير بن شهاب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا ابا القاسم اخبرنا عن الرعد ما هو ؟ قال : " ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخا ريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله " ، فقالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع ؟ قال : زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر ، قالوا : صدقت . فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه ؟ قال : اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرمها ، قالوا : صدقت .

( السنن5/294 ح3117-ك التفسير ، ب ومن سورة الرعد ) ، وأخرجه احمد( المسند ح 2483 )من طريق عبد الله بن الوليد به . قال الترمذي : حديث حسن غريب . وقال الألباني : صحيح( صحيح الترمذي ح 2492 ) . وأخرجه أحمد( المسند ح2471 ) ، والطبري( التفسير ح 7420 ، 1605 ) ، والطبراني( المعجم الكبير12/246 ح13012 )من طرق عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن ابن عباس به . قال الهيثمي-بعد ان عزاه لأحمد والطبراني : رجالهما ثقات( مجمع الزوائد8/242 ) . وصححه احمد شاكر في تعليقه على المسند .

قال البخاري : حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان اليهود جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة قد زنيا ، فقال : " لا تجدون في التوراة الرجم ؟ فقالوا : لا نجد فيها شيئا . فقال لهم عبد الله بن سلام : كذبتم ، فأتوا بالتوراة فاتلوها عن كنتم صادقين ، فوضع مدراسها الذي يدرسها منهم كفه على آية الرجم ، فطفق يقرأ ما دون يده وما وراءها ولا يقرأ آية الرجم ، فنزع يده عن آية الرجم فقال : ما هذه ؟ فلما رأوا ذلك قالوا : هي آية الرجم ، فأمر بهما فرجما قريبا من حيث موضع الجنائز عند المسجد ، قال : فرأيت صاحبها يجنأ عليها ، يقيها الحجارة .

( صحيح البخاري8/72 ح4556-ك التفسير-سورة آل عمران ) ، ومسلم( 3/1326 ح1699-ك الحدود ، ب رجم اليهود وأهل الذمة في الزنا ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{ كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة }وإسرائيل ، هو يعقوب{ قل فأتوا بالتوراة فاتلوها عن كنتم صادقين }يقول : كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل من قبل ان تنزل التوراة ، إلا ما حرم إسرائيل على نفسه ، فلما انزل الله التوراة حرم عليهم فيها ما شاء واحل لهم ما شاء .