قوله تعالى : ( وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا . ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )
قال الشيخ الشنقيطي : بين هنا فيما ذكر عن الشيطان كيفية اتخاذه لهذا النصيب المفروض بقوله ( ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ، ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ) . . . كما بين كيفية اتخاذه لهذا النصيب المفروض في آيات أخر كقوله ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) وقوله ( أرأيتك هذا الذي كرمت علي لأحتنكن ذريته ) الآية . ولم يبين هنا هل هذا الظن الذي ظنه إبليس ببني آدم أنه يتخذ منهم نصيبا مفروضا وأنه يضلهم تحقق لإبليس أولا ،
ولكنه بين في آية أخرى أن ظنه تحقق له وهي قوله ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ) الآية . ولم يبين هنا الفريق السالم من كونه من نصيب إبليس ولكنه بينه في مواضع أخر كقوله ( لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) وقوله ( إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون(
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن موسى ، أنبا هاشم يعني ابن يوسف عن ابن جريج ، أخبرني القاسم بن أبي بزة ، عن عكرمة يعنى قوله : ( ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم ) قال : دين شرعه لهم الشيطان كهيئة البحائر والسوائب .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : ( فليبتكن آذان الأنعام ) قال : البتك في البحيرة والسائبة ، كانوا يبتكون آذانها لطواغيتهم .
قال البخاري : حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : " لعن الله الواشمات و المتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله . فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، فجاءت فقالت : إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت ، فقال : ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هو في كتاب الله ، فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين ، فما وجدت فيه ما تقول . قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ، أما قرأت ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) قالت : بلى . قال : فإنه قد نهى عنه . قالت : فإني أرى أهلك يفعلونه . قال : فاذهبي فانظري ، فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئا . فقال : لو كانت كذلك ما جامعتها " .
( الصحيح 8/498ح4886- ك التفسير ، ب ( وما آتاكم الرسول فخذوه ) ، وأخرجه مسلم في ( صحيحه - ك اللباس والزينة ، ب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة . . . التالي لرقم 120 ) .
انظر حديث عبد الله بن مسعود عند البخاري عند الآية ( 87-88 ) من سورة المائدة .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.