التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَّعَنَهُ ٱللَّهُۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِيبٗا مَّفۡرُوضٗا} (118)

قوله تعالى : ( وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا . ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )

قال الشيخ الشنقيطي : بين هنا فيما ذكر عن الشيطان كيفية اتخاذه لهذا النصيب المفروض بقوله ( ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ، ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ) . . . كما بين كيفية اتخاذه لهذا النصيب المفروض في آيات أخر كقوله ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) وقوله ( أرأيتك هذا الذي كرمت علي لأحتنكن ذريته ) الآية . ولم يبين هنا هل هذا الظن الذي ظنه إبليس ببني آدم أنه يتخذ منهم نصيبا مفروضا وأنه يضلهم تحقق لإبليس أولا ،

ولكنه بين في آية أخرى أن ظنه تحقق له وهي قوله ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ) الآية . ولم يبين هنا الفريق السالم من كونه من نصيب إبليس ولكنه بينه في مواضع أخر كقوله ( لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) وقوله ( إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون(

قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن موسى ، أنبا هاشم يعني ابن يوسف عن ابن جريج ، أخبرني القاسم بن أبي بزة ، عن عكرمة يعنى قوله : ( ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم ) قال : دين شرعه لهم الشيطان كهيئة البحائر والسوائب .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : ( فليبتكن آذان الأنعام ) قال : البتك في البحيرة والسائبة ، كانوا يبتكون آذانها لطواغيتهم .

قال البخاري : حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : " لعن الله الواشمات و المتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله . فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، فجاءت فقالت : إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت ، فقال : ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هو في كتاب الله ، فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين ، فما وجدت فيه ما تقول . قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ، أما قرأت ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) قالت : بلى . قال : فإنه قد نهى عنه . قالت : فإني أرى أهلك يفعلونه . قال : فاذهبي فانظري ، فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئا . فقال : لو كانت كذلك ما جامعتها " .

( الصحيح 8/498ح4886- ك التفسير ، ب ( وما آتاكم الرسول فخذوه ) ، وأخرجه مسلم في ( صحيحه - ك اللباس والزينة ، ب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة . . . التالي لرقم 120 ) .

انظر حديث عبد الله بن مسعود عند البخاري عند الآية ( 87-88 ) من سورة المائدة .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

قال : ( خلق الله ) : دين الله .