التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِن يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا وَإِن يَدۡعُونَ إِلَّا شَيۡطَٰنٗا مَّرِيدٗا} (117)

قوله تعالى : ( إن يدعون من دونه إلا إناثا )

قال الضياء المقدسي : أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي - بقراءتي عليه بالجانب الغربي من بغداد - قلت له : أخبركم هبة الله بن الحصين - قراءة عليه وأنت تسمع - أنا الحسن بن المذهب ، أنا أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني هدية بن عبد الوهاب ومحمود بن غيلان ، قالا : نا الفضل بن موسى ، أنا حسين بن واقد ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ( إن يدعون من دونه إلا إناثا ) قال : مع كل صنم جنية .

( المختارة 3/362 ، 363ح1157 ) ، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق محمود بن غيلان به . وسنده حسن ، وعزاه الهيثمي لأحمد وقال : رجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 7/12 ) ، وصحح إسناده ، د . عامر حسن صبري في ( زوائد المسند ص 351ح144 ) .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( إلا إناثا ) ، يقول : ميتا .

قوله تعالى ( وإن يدعون إلا شيطانا مريدا )

قال الشيخ الشنقيطي : المراد في هذه الآية بدعائهم الشيطان المريد عبادتهم له ونظيره قوله تعالى ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان ) الآية ، وقوله عن خليله إبراهيم مقررا له ( يا أبت لا تعبد الشيطان ) وقوله عن الملائكة( بل كانوا يعبدون الجن ) الآية وقوله : ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ) ولم يبين في هذه الآيات ما وجه عبادتهم للشيطان وإطاعتهم له وإتباعهم لتشريعه وإيثاره على ما جاءت به الرسل من عند الله تعالى كقوله ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) وقوله ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) الآية

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : ( وإن يدعون إلا شيطانا مريدا )

قال : تمرد على معاصي الله .