الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَّعَنَهُ ٱللَّهُۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِيبٗا مَّفۡرُوضٗا} (118)

{ لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ } يعني إبليس { لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } يعني حظاً معلوماً فما اطاع فيه إبليس فهو مفروضه . قال الفراء ما جعل عليه سبيل ، وهو كالمفروض ، في بعض التفسير وكل ألف الله عز وجل وسائرهم لإبليس .

وأصل الفرض في اللغة القطع ومنه الفرضة في النهر وهي الثلمة تكون فيه يقال معناها بالفراض والفرض ، والفرض الجز الذي يكون في الشباك يشد فيه الخيط ، والفريض في القوس الجز الذي يشد فيه الوتر ، والفريضة في سائر ما افترض الله عز وجل . ما أمر به العباد وجعله أمراً حتماً عليهم قاطعاً وقوله

{ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً } [ البقرة : 237 ] يعني لهن قطعة من المال .

وقد فرضت للرجل أي جعلت له قطعة من المال .

قول الشاعر :

إذ أكلت سمكاً وفرضاً *** ذهبت طولا وذهبت عرضاً

فالفرض ههنا التمر ، وقد سمي التمر فرضاً لأنه يؤخذ في فرائض الصدقة .