التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَلَمَّا عَتَوۡاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنۡهُ قُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ} (166)

قوله تعالى : { واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : هي قرية على شاطئ البحر ، بين مصر والمدينة ، يقال لها : أيلات . ا . ه .

وتسمى الآن : إيلات .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { وَإذْ قالَتْ أُمّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْما اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أوْ مُعَذّبُهُمْ عَذَابا شَدِيدا } فحرّم الله عليهم الحيتان يوم سبتهم ، فكانت الحيتان تأتيهم يوم سبتهم شرعا في ساحل البحر . فإذا مضى يوم السبت ، لم يقدروا عليها . فمكثوا بذلك ما شاء الله ، ثم إن طائفة منهم أخذوا الحيتان يوم سبتهم فنهتهم طائفة وقالوا : تأخذونها ، وقد حرّمها الله عليكم يوم سبتكم فلم يزدادوا إلا غيا وعتوا ، وجعلت طائفة أخرى تنهاهم . فلما طال ذلك عليهم قالت طائفة من النهاة : تعلموا أن هؤلاء قوم قد حق عليهم العذاب ، لم تعظون قوما الله مهلكهم ، وكانوا أشد غضبا لله من الطائفة الأخرى ، فقالوا : { معذِرَةً إلى رَبّكُمْ وَلَعلّهُمْ يَتّقُونَ } وكل قد كانوا ينهون فلما وقع عليهم غضب الله ، نجت الطائفتان اللتان قالوا : { لِمَ تَعِظُونَ قَوْما اللّهُ مُهْلِكُهُمْ } ، والذين قالوا : { مَعْذِرَةً إلى رَبّكُمْ } وأهلك الله أهل معصيته الذين أخذوا الحيتان ، فجعلهم قردة وخنازير .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد : { بعذاب بئيس } قال : شديد .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى { بعذاب بئيس } قال : وجيع .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { فلما عتوا عن ما نهوا عنه } يقول : لما مرد القوم على المعصية { قلنا لهم كونوا قردة خاسئين } ، فصاروا قردة لها أذناب ، تعاوى بعدما كانوا رجالا ونساء .

وانظر قصة المسخ في سورة البقرة آية ( 65 – 66 ) .