الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَمَّا عَتَوۡاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنۡهُ قُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ} (166)

قوله : { فلما عتوا عن ما نهوا عنه }[ 166 ] .

أي : تجاوزوا وتمردوا . و " العاتي " {[25832]} : المتمرد المتجاوز في الحق{[25833]} .

{ عن ما نهو عنه } ، [ أي ]{[25834]} : عن اعتدائهم في السبت{[25835]} ، { قلنا{[25836]} لهم كونوا{[25837]} قردة }[ 166 ] ، فصاروا قردة ، { خاسئين }[ أي ]{[25838]} : مبعدين{[25839]} . وذلك في زمن داود ( عليه السلام{[25840]} ) ، وهو قوله : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود }{[25841]} ، صاروا قردة كلهم ، ومسخوا في زمن عيسى ( عليه السلام{[25842]} ) ، خنازير ، فذلك قوله : { على{[25843]} لسان داود وعيسى ابن مريم }{[25844]} .

/قال ابن عباس : صار{[25845]} شباب القوم قردة ، وشيوخهم خنازير{[25846]} .

يقال : خسأت الكلب : أبعدته وطردته{[25847]} .

وقوله : { قلنا لهم ( كونوا{[25848]} ) }[ 166 ] .

جائز أن يكون أُمِروا بذلك ، فيكون{[25849]} أبلغ في الآية والقدرة{[25850]} . وجائز أن يكون من قوله : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون{[25851]} }{[25852]} .


[25832]:في "ر": والمعاتي، وهو تحريف.
[25833]:في معاني الزجاج 2/386،: "العاتي، الشديد الدخول في الفساد، المتمرد الذي لا يقبل موعظة". قال أبو بكر الرازي في مختار الصحاح/عتا: "...العاتي: المجاوز للحد في الاستكبار. والعاتي: الجبار أيضا. وقيل: العاتي: هو المبالغ في ركوب المعاصي المتمرد الذي لا يقع منه الوعظ والتنبيه موقعا".
[25834]:زيادة من "ج" و"ر".
[25835]:جامع البيان 13/203، باختصار.
[25836]:في الأصل: فقلنا. وفي "ر" أفسدته الرطوبة والأرضة. وأثبت نص التلاوة.
[25837]:في الأصل: كونوا، تحرفت إلى: كانوا.
[25838]:زيادة من "ج" و"ر".
[25839]:معاني القرآن للزجاج 2/386. وانظر: الهداية، تفسير سورة البقرة: 64.
[25840]:ما بين الهلالين ساقط من "ج" وفي "ر" رمز: صم صلى الله عليه وسلم.
[25841]:المائدة: 80.
[25842]:ما بين الهلالين ساقط من "ج". وفي "ر"، أفسدته الرطوبة والأرضة.
[25843]:تمام آية المائدة، المذكورة فوقه.
[25844]:انظر: الهداية: تفسير سورة المائدة:80.
[25845]:في "ج": صارت. وفي "ر"، طمس بفعل الأرضة والرطوبة.
[25846]:جامع البيان 13/203، بتصرف.
[25847]:في إعراب القرآن للنحاس 2/160: يقال: خسأته فخسأ، أي: باعدته وطردته. وفي المختار/خسأ: "خسأ الكلب: طرده. من باب: قطع".
[25848]:ما بين الهلالين ساقط من "ج". وفي الأصل: كو، وهو سهو ناسخ.
[25849]:في "ج": ليكون.
[25850]:تحرفت: القدرة، في الأصل، و"ر": القردة.
[25851]:النحل آية: 40.
[25852]:معاني القرآن للزجاج 2/386، بتصرف. وينظر: المحرر الوجيز 2/470، وتفسير القرطبي 7/196.