التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (83)

قوله تعالى : ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( فأنجيناه و أهله ) ظاهر هذه الآية الكريمة أنه لم ينج مع لوط إلا خصوص أهله ، و قد بين تعالى ذلك في " الذاريات : بقوله ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) و قوله هنا ( إلا امرأته كانت من الغابرين ) أوضحه في مواضع أخر فبين أنها خائنة ، وأنها من أهل النار وأنها واقعة فيما أصاب قومها من الهلاك ، قال فيها : هي وامرأة نوح ( وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا و قيل ادخلا النار مع الداخلين ) و قال فيها وحدها : أعني امرأة لوط( إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم ) الآية ، وقوله هنا في قوم لوط ( وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ) .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ( إلا عجوزا في الغابرين ) ( سورة الشعراء : 171 ، سورة الصافات : 135 ) في الباقين في عذاب الله .

والآية الواردة في سورة الشعراء مبينة للآية المذكورة أعلاه .