فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (83)

{ فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين } أخبر سبحانه أنه أنجى لوطا وأهله المؤمنين به ، وقيل المراد بأهله المتصلون به بسبب النسب أو المراد ابنتاه ، واستثنى امرأته من الأهل لكونها لم تؤمن به ، والمعنى أنها كانت من الباقين في عذاب الله لأنها كانت كافرة ، يقال غبر الشيء إذا مضى وغبر إذا بقي فهو من الأضداد وحكى ابن فارس في المجمل عن قوم أنهم قالوا الماضي عابر بالمهملة ، والباقي غابر بالمعجمة .

وقال الزجاج : من الغائبين عن النجاة ، وقال أبو عبيد : المعنى من المعمرين وكانت قد هرمت وأتى عليها دهر طويل ثم هلكت ، وأكثر أهل اللغة على أن الغابر الباقي ، قال سعيد بن أبي عروبة : كان قوم لوط أربعة آلاف ولم يقل من الغابرات لأنها هلكت مع الرجال .