النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (83)

{ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ } فيه وجهان :

أحدها : فخلصناه .

والثاني : على نجوة من الأرض ، وقيل : إن أهله ابنتاه واسمهما زينا ورميا . { مِنَ الْغَابِرِينَ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : من الباقين في الهلكى ، والغابر الباقي ، ومنه قول الراجز{[1097]} :

فَمَا وَنَى مُحَمَّدٌ مُذْ أَنْ غَفَر *** لَهُ الإِلَهُ مَا مََضَى وَمَا غَبَر

والثاني : من الغابرين في النجاة ، من قولهم : قد غبر عنا فلان زماناً إذا غاب ، قال الشاعر{[1098]} :

أَفَبَعْدَنَا أو بَعْدَهُمْ *** يُرْجَى لِغَابِرِنَا الْفَلاَحُ

والثالث : من الغابرين في الغم ، لأنها لقيت هلاك قومها ، قاله أبو عبيدة{[1099]} .


[1097]:هو العجاج. من أرجوزة له مطلعها: قد جبر الدين الاله فجير وعور الرحمن من ولى العور. انظر ص 4 وص 28 من ديوان العجاج.
[1098]:هو طرفة بن العبد.
[1099]:من: أنهم أناس يتطهرون إلى هنا سقط من ق.