المراد ب " أهله " : أنصاره وأتباعه .
وقال ابن عباس : " المراد : ابنتاه " وقوله : " إلا امْرَأتَهُ " أي : زوجتهُ ، يقال : امرأةُ الرَّجل أي زوجته ويقال : رجل المرأة بمعنى زوجها ؛ لأنَّ الزوج بمنزلة المالك لها ، وليست المرأة بمنزلة المالك للرّجل .
وقوله : " مِنَ الغَابِرِينَ " يعني الباقين في العذاب .
وقيل : من الباقين المعمّرين قد أتى عليها دَهْرٌ طويل فهلكت ، فهي مع من هلك .
يقال : غبر الشيء يغبر غبوراً إذا مكث وبقي .
وقوله : { كَانَتْ مِنَ الغابرين } جواب سؤال مقدَّر ، وهذا كما تقدم في البقرة ، وفي أوَّل هذه السُّورة في قصة " إبليس " .
والغابر : المقيم وهذا [ هو ] مشهور اللُّغة ، وأنشدوا قول بي ذُؤَيْبٍ الهذلي : [ الكامل ]
فَغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بِعَيْشٍ نَاصِبٍ *** وإخَالُ أنِّي لاحِقٌ مُسْتَتْبَعُ{[16482]}
ومنه غُبَّرُ اللبن لبقيته في الضَّرْع ، وغُبَّرُ الحَيْض أيضاً ، قال أبو كبير الهُذَلِيُّ ، ويروى لتأبَّط شَرّاً : [ الكامل ]
ومُبَرَّأ مِنْ كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ *** وَفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وَدَاءٍ مُعْضِلِ{[16483]}
ومعنى " مِنَ الغَابِرِينَ " في الآية أي : من المقيمين في الهلاكِ .
وقال بعضهم : " غبر بمعنى مضى وذهب " ومعنى الآية يساعده ؛ وأنشد للأعشى : [ السريع ]
عَضَّ بِمَا أبْقَى المَوَاسِي لَهُ *** مِنْ أمِّهِ فِي الزَّمَنِ الغَابِرِ{[16484]}
وقال بعضهم : غَبَرَ : أي غاب ، ومنه قولهم : " غَبَر عَنَّا زماناً " .
وقال أبُو عبيدة{[16485]} : " غبر : عُمِّر دَهْراً طويلاً حتّى هَرِمَ " ، ويدلُّ له : { إِلاَّ عَجُوزاً فِي الغابرين } [ الصافات : 135 ] .
وقد تقدَّم . والحاصل أنَّ الغبور مشتركٌ ك " عَسْعَسَ " ، أو حقيقة ومجازٌ وهو المرجح . والغبارُ : ما يبقى من التُّراب المُثَارِ ومنه : { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } [ عبس : 40 ] .
تخييلاً لتغيرها واسودادها والغَبْراء : الأرْضُ ؛ قال طرفةُ : [ الطويل ]
رَأيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لا يُنْكِرُونَنِي *** وَلاَ أهْلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَدَّدِ{[16486]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.