فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (83)

ثم أخبر الله سبحانه أنه أنجى لوطاً وأهله المؤمنين به ، واستثنى امرأته من الأهل ، لكونها لم تؤمن به ، ومعنى : { كَانَتْ مِنَ الغابرين } أنها كانت من الباقين في عذاب الله ، يقال غبر الشيء إذا مضى ، وغبر إذا بقي فهو من الأضداد .

وحكى ابن فارس في المجمل عن قوم أنهم قالوا : الماضي عابر بالعين المهملة ، والباقي غابر بالمعجمة . وقال الزجاج : { مِنَ الغابرين } أي من الغائبين عن النجاة . وقال أبو عبيد : المعنى { مِنَ الغابرين } أي من المعمرين ، وكانت قد هرمت ، وأكثر أهل اللغة على أن الغابر الباقي .

/خ83