ولما همّ قوم لوط بإخراجه ونفيه ومن معه من بين أظهرهم ، أخرجه الله تعالى سالما ، وأهلكهم في أرضهم صاغرين مهانين ، كما أشار لذلك بقوله سبحانه :
[ 83 ] { فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ( 83 ) } .
{ فأنجيناه وأهله } أي ومن يختص به من ذويه ، أو من المؤمنين لطيبهم . قال ابن كثير : ولم يؤمن به أحد منهم سوى أهل بيته فقط ، كما قال تعالى{[4133]} : { فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين ، فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } { إلا امرأته } أي فإنا لم ننجها لخبثها . قال ابن كثير : إنما لم تؤمن به ، بل كانت على دين قومها ، تمالئهم عليه ، وتعلمهم بمن يقدم عليه من ضيفانه بإشارات بينها وبينهم . ولهذا ، لَمَّا أمِر لوط عليه السلام ليسري بأهله ، أمِر أن لا يعلمها ولا يخرجها من البلد . ومنهم من يقول بل اتبعتهم ، فلما جاء العذاب التفتت هي فأصابها ما أصابهم . والأظهر أنها لم تخرج من البلد ، ولا أعلمها لوط ، بل بقيت معهم . ولهذا قال ههنا : { إلا امرأته } { كانت من الغابرين } أي من الذين غبروا في ديارهم ، أي بقوا فهلكوا . وقيل : من الهالكين . وهو تفسير باللازم . والتذكير للتغليب ، ولبيان استحقاقها لما يستحقه المباشرون للفاحشة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.