نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمٞۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَرِيمٗا} (44)

ولما كان أظهر الأوقات في تمرة هذا الوصف ما بعد الموت ، قال تعالى مبيناً لرحمتهم : { تحيتهم يوم يلقونه } أي بالموت أو البعث{[55755]} { سلام } أي يقولون له ذلك ، " أنت السلام ومنك السلام فجئنا ربنا بالسلام " كما يقوله المحرم المشبه لحال من هو في الحشر فيجابون بالسلام{[55756]} الذي فيه إظهار شرفهم ويأمنون معه من كل عطب { وأعد } أي والحال أنه أعد { لهم } أي بعد السلامة الدائمة { أجراً كريماً } أي غدقاً دائماً لا كدر في شيء منه .


[55755]:في ظ ومد: بالعبث.
[55756]:زيد من ظ ومد.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمٞۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَرِيمٗا} (44)

قوله : { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ } أي تحية المؤمنين يوم يلقون الله { سلام } أي يبشرهم الله بالنجاة والسلامة من كل الأهوال والمخاوف . وقيل : يُسلمُ الله عليهم تكريما لهم وزيادة في الرحمة بهم ، كقوله سبحانه : { سلام قولا من رب رحيم } وقيل : هذه تحية المؤمنين يوم القيامة إذ يحيي بعضهم بعضا وهم آمنون مستبشرون وقد كتب الله لهم الفوز والنجاة .

قوله : { وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا } أعدَّ الله للمؤمنين في الجنة من صنوف الطيبات والملاذ والخيرات ما لا يتصور كماله ومداه بشر{[3752]}


[3752]:تفسير ابن كثير ج 3 ص 496 وتفسير القرطبي ج 14 ص 198-199