نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَدۡ كَفَرُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۖ وَيَقۡذِفُونَ بِٱلۡغَيۡبِ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (53)

{ وقد } أي{[57175]} كيف لهم ذلك والحال أنهم قد { كفروا به } أي بالذي طلب منهم أن يؤمنوا به أملاً وجزاءً { من قبل } أي في دار العمل { و } الحال أنهم حين كفرهم { يقذفون } في أمر ما دعوا إليه بما يرمون به من الكلام رمياً سريعاً جداً من غير تمهل ولا تدبر { بالغيب } أي{[57176]} من مرجمات الظنون ، وهي الشبهة التي تقدم إبطالها في هذه السورة وغيرها من استبعادهم البعث وغيره مما أخبر الله به .

ولما كان الشيء لا يمكن أن يصيب ما يقذفه وهو غائب عنه ولا سيما مع البعد قال معلماً ببعدهم عن علم ما يقولون مع بعده جداً من حال من تكلموا فيه سواء كان القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم أو الحشر و{[57177]}الجنة والنار{[57178]} : { من مكان بعيد * } وذلك على الضد من قذف علام الغيوب فإنه من مكان قريب فهو معلوم لازم للحق .


[57175]:زيد من ظ وم ومد.
[57176]:زيد من ظ وم ومد.
[57177]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: أو.
[57178]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: أو.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَقَدۡ كَفَرُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۖ وَيَقۡذِفُونَ بِٱلۡغَيۡبِ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (53)

{ وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد }

{ وقد كفروا به من قبل } في الدنيا { ويقذفون } يرمون { بالغيب من مكان بعيد } أي بما غاب علمه عنهم غيبة بعيدة حيث قالوا في النبي : ساحر ، شاعر ، كاهن ، وفي القرآن : سحر ، شعر ، كانة .