الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَدۡ كَفَرُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۖ وَيَقۡذِفُونَ بِٱلۡغَيۡبِ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (53)

ثم قال تعالى : { وقد كفروا به من قبل } أي بمحمد من قبل في الدنيا قبل موتهم .

وقيل : وقد كفروا بما يسألون ربهم عند نزول العذاب بهم .

قال قتادة : " كفروا له " أي الإيمان في الدنيا{[56053]} .

ثم قال تعالى : { ويقذفون بالغيب من مكان بعيد } أي : يقذفون محمدا اليوم بالظنون والأوهام ، فيطعنون عليه وعلى ما جاءهم به ، فيقول بعضهم : ساحر وبعضهم : شاعر . قاله مجاهد وقتادة{[56054]} .

وقال ابن زيد : { بالغيب } أي بالقرآن{[56055]} .

والعرب تقول لكل من يتكلم بما لا يحقه ولا يصح عنده : هو يقذف بالغيب ويرجم بالغيب{[56056]} .

وقوله : { مكان بعيد } مثل لمن يرجم ولا يصيب ويقول ويخطئ{[56057]} .


[56053]:انظر: جامع البيان 22/111
[56054]:انظر: المصدر السابق 22/112 والدر المنثور 6/714 وتفسير مجاهد 556
[56055]:انظر: جامع البيان 22/112
[56056]:انظر: اللسان مادة "رجم" 12/228
[56057]:انظر: الجامع للقرطبي 14/317