غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقَدۡ كَفَرُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۖ وَيَقۡذِفُونَ بِٱلۡغَيۡبِ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (53)

22

والضمير في قوله { وقد كفروا } عائد إلى ما يعود إليه في قوله { آمنا به } .

قوله { ويقذفون بالغيب } فيه وجوه أحدها : أنه قولهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم شاعر ساحر وهذا تكلم بالأمر الخفي وقد أتوا به من جهة بعيدة عن حاله لأنهم قد عرفوا منه الأمانة والصدق لا الكذب والزور . وثانيها : أخذوا الشريك من حالهم في العجز فإنهم يحتاجون في الأمور العظام إلى التعاون فقاسوا الأمر الإلهي عليه . وثالثها : أنهم قاسوا قدرة الله على قدرتهم عجزوا عن إحياء الموتى فظنوا أن الله لا يقدر على البعث ، وقياس الخالق على المخلوق بعيد المأخذ . ورابعها : قاسوا أمر الآخرة على الدنيا قائلين إن كان الأمر كما تصفون من قيام الساعة وحصول الثواب والعقاب فنحن أكرم على الله من أن يعذبنا . وخامسها : قالوا { ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً } [ السجدة : 12 ] وهو قذف بالغيب من مكان بعيد وهو الدنيا .

/خ54