تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَقَدۡ كَفَرُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۖ وَيَقۡذِفُونَ بِٱلۡغَيۡبِ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (53)

وقوله : { وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ } أي : كيف يحصل لهم الإيمان في الآخرة ، وقد كفروا بالحق في الدنيا وكذبوا بالرسل ؟

{ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } : قال مالك ، عن زيد بن أسلم : { وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ } قال : بالظن .

قلت : كما قال تعالى : { رَجْمًا بِالْغَيْبِ } [ الكهف : 22 ] ، فتارة يقولون : شاعر . وتارة يقولون : كاهن . وتارة يقولون : ساحر . وتارة يقولون : مجنون . إلى غير ذلك من الأقوال الباطلة ، ويكذبون بالغيب{[24419]} والنشور والمعاد ، ويقولون : { إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } [ الجاثية : 32 ] .

قال قتادة : يرجمون بالظن ، لا بعث ولا جنة ولا نار .


[24419]:- في ت ، س ، أ: "بالبعث".