نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَجَآءُوٓ أَبَاهُمۡ عِشَآءٗ يَبۡكُونَ} (16)

ولما كان من المعلوم أنه ليس بعد هذا الفعل إلا الاعتذار ، عطف على الجواب المقدر قوله : { وجاؤوا أباهم } دون يوسف عليه الصلاة والسلام { عشاء } في ظلمة الليل لئلا يتفرس أبيهم في وجوههم إذا رآها في ضياء النهار ضد ما جاؤوا به من الاعتذار ، وقد قيل : لا تطلب الحاجة بالليل{[40698]} فإن الحياء في العينين ، ولا تعتذر بالنهار من ذنب فتتلجلج في الاعتذار . والآية دالة على أن البكاء لا يدل على الصدق لاحتمال التصنع { يبكون * } والبكاء : جريان الدمع في العين عند حال الحزن ،


[40698]:من ظ و م ومد والبحر 5/288، وفي الأصل: في الليل.