نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ} (48)

ولما تقررت عظمة ذلك اليوم{[45307]} الذي تشخص فيه الأبصار ، وكان أعظم يوم يظهر{[45308]} فيه الانتقام{[45309]} ، بينه بقوله : { يوم تبدل } أي تبديلاً غريباً عظيماً { الأرض } أي هذا الجنس { غير الأرض } أي{[45310]} التي تعرفونها { والسماوات } بعد انتشار كواكبها وانفطارها وغير ذلك من شؤونها ؛ والتبديل : تغيير الشيء أو صفته إلى بدل { وبرزوا } أي الظالمون{[45311]} الذين كانوا يقولون : إنهم لا يعرضون على الله للحساب ؛ والبروز : ظهور الشخص مما كان ملتبساً{[45312]} به { لله } أي الذي له صفات الكمال { الواحد } الذي لا شريك له { القهار * } الذي لا يدافعه شيء عن مراده ، فصاروا{[45313]} بذلك البروز بحيث لا يشكون أنه لا يخفى{[45314]} منهم خافية ، وأما المؤمنون فلم يزالوا يعلمون ذلك : روى مسلم{[45315]} والترمذي{[45316]} عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قوله تعالى : { يوم تبدل الأرض } الآية قلت : يا رسول الله فأين{[45317]} يكون للناس يومئذ ؟ قال{[45318]} : على الصراط .


[45307]:سقط من م.
[45308]:زيد من ظ و م ومد.
[45309]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لانتقام.
[45310]:زيد من ظ و م ومد.
[45311]:العبارة من هنا إلى "كان ملتبسا" ساقطة من ظ.
[45312]:في م: متلبسا.
[45313]:في ظ: فصار.
[45314]:في ظ ومد: لا تخفى.
[45315]:في كتاب صفة القيامة والجنة والنار- باب صفات المنافقين.
[45316]:في تفسير سورة إبراهيم.
[45317]:من صحيح مسلم وجامع الترمذي، وفي الأصل: أي، وفي ظ و م ومد: أين.
[45318]:في الصحيح فقط: فقال.