نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَتِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم مَّوۡعِدٗا} (59)

ولما كانت هذه سنته{[46772]} في القرون الماضية والأمم الخالية ، قال تعالى عاطفاً على قوله " لهم موعد " {[46773]}مروعاً لهم بالإشارة إلى ديارهم المصورة لدمارهم{[46774]} : { وتلك القرى } {[46775]}أي الماضية من عاد وثمود ومدين وقوم لوط وأشكالهم{[46776]} { أهلكناهم } أي حكمنا بإهلاكهم بما لنا من العظمة { لما ظلموا } أي{[46777]} أول ما ظلموا ، أو{[46778]} أهلكناهم بالفعل حين ظلمهم لكن لا في أوله ، بل أمهلناهم إلى حين تناهيه وبلوغه الغاية ، {[46779]}فليحذر هؤلاء مثل ذلك{[46780]} { وجعلنا } {[46781]}أي بما لنا من العظمة{[46782]} { لمهلكهم } أي إهلاكهم بالفعل { موعداً * } أي وقتاً نحله{[46783]} بهم فيه ومكاناً لم نخلفه{[46784]} ، كما أنا{[46785]} جعلنا لهؤلاء موعداً في الدنيا بيوم بدر والفتح وحنين ونحو ذلك ، وفي الآخرة لن نخلفه{[46786]} ، وكذا كل أمر يقوله{[46787]} نبي من الأنبياء عنا لا يقع{[46788]} فيه خلف{[46789]} {[46790]}وإن كان يجوز لنا ذلك ، بخلاف ما يقوله من نفسه غير مسند إلينا فإنه يمكن وقوع الخلف فيه{[46791]} ، كما وقع في الوعد بالإخبار عن هذه المسائل التخلف أربعين ليلة أو ما دونها على حسب فهمهم أن { غدا } على حقيقته .


[46772]:من ظ ومد وفي الأصل: ستة.
[46773]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46774]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46775]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46776]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46777]:سقط من ظ.
[46778]:من ظ ومد، وفي الأصل: "و".
[46779]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46780]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46781]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46782]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46783]:من ظ ومد وفي الأصل: يخلد.
[46784]:من مد، وفي الأصل: لم يخلفه.
[46785]:من مد،وفي الأصل: إن.
[46786]:العبارة من "ومكانا" إلى هنا ساقطة من ظ.
[46787]:زيد في مد: من نفسه غير مسند إلينا.
[46788]:في ظ: الخلف فيه.
[46789]:في ظ: الخلف فيه.
[46790]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46791]:سقط ما بين الرقمين من ظ.